هل حكم صلاة الجمعة سنة مؤكدة؟

حياك الله، ذكر أهل العلم أن صلاة الجمعة واجبة بنصّ القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين وأهل العلم، أما الكتاب والسنة فالنصوص فيها ظاهرة، فقد ورد في كتاب الله قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. [سورة الجمعة: الآية 9] وهو أمر مباشر في ترك كل شيء والتوجه للصلاة، أما في السنة النبوية الشريفة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لقد هممت أن آمرَ رجلًا يصلي بالناسِ ثم أحرقُ على رجالٍ بيوتَهم يتخلفون عن الجمعةِ”.[تخريج المسند لشاكر: 44/6] وقد نقل كثيرٌ من أهل العلم الإجماع على فرضيتها، ومنهم ابن عبد البر في الاستذكار، وابن المنذر في الإجماع، وابن قدامة في المغني وغيرهم، فصلاة الجمعة لا يصح القول فيها أنها سنة، ولا يصح التخلف عنها لمجرد سماع ذلك القول، ولم يُسمع عن أحدٍ من أهل العلم أنّه قاله، فهي فرض عين على كلّ مكلفٍ من غير عذر، فكل شخصٍ توافرت فيه الشروط كانت فرض عينٍ عليه ولا تسقط بأي سبب إلا في الأعذار الشرعية.