0

ما هو تفسير سورة يونس من اية 25 الى 30؟

السلام عليكم إخوتي وأخواتي في الله، أريد أن أعرف ما معنى الآيات الكريمة من سورة يونس من الآية رقم 25 وحتى الآية 30، وما هي الدلائل التي تشير إليها هذه الآيات، وما هو السبب في نزولها؟

05:44 21 سبتمبر 2024 3040مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
دعاء النابلسية
دعاء النابلسية
تم تدقيق الإجابة 11:38 27 أكتوبر 2024

حياك الله، يقول الله عز وجل في سورة يونس: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}،[الآية 25] وهي تعني الدعوة إلى دار القرار في الآخرة في جنات النعيم فهي السلام، وهو بحكمته ورحمته -سبحانه وتعالى- يهدي من يشاء ويضل من يشاء، بيده الأمر وهو على كل شيءٍ قدير.

وقوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}،[الآية 26] فقد وعد الرحمن عباده بالزيادة في الآخرة لمن عمل صالحاً وأحسن في الحياة الدنيا ، وقيل في تفسير ابن كثير أن الزيادة هي بدلاً من عشرة أضعاف تكون سبعمئة ضعف، وتكون كذلك في زيادة في القصور والحور والرضا عنهم، ولا يصيب وجوههم من غبرة المحشر ولا قترة ولا هوان يوم القيامة كما يصيب أصحاب أهل النار، فهم أصحاب الجنة المكرمين بها والمنعمين فيها إلى أبد الآبدين.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}،[الآية 27] فكما أخبر الله تعالى عن أحوال أهل الجنة السعداء، يخبرنا عن أحوال الأشقياء، كيف لهم بسئيات أعمالهم ما كسبوا بمثله دون زيادة، وتعتري وجوههم يوم القيامة الذلة والمسكنة خوفاً من معاصيهم، وليس بينهم وبين الله شفيع، فلا مفر ولا واقٍ من العذاب، فتكون وجوههم من سوادها كقطع الليل، وهذا حال أهل النار المخلدين فيها.

وقوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}،[الآية 28] أي يوم الحشر تجمع الكائنات كلها من الإنس والجن، ثم يلزمهم الله عز وجل بمكانٍ معين يمتازوا به عن مقام المؤمنين، فإذا بشركائهم الذين عبدوهم من دون الله أنكروا عبادتهم وتبرؤوا منهم.

وقوله تعالى: {فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}،[الآية 29] وهو قول الشركاء لمن عبدوهم من دون الله، أننا ما كنا نشعر بكم ولا نعلم بعبادتكم شيئاً فأنتم عبدتمونا دون أن ندعوكم إلينا أو نأمركم بذلك، والله شهيدٌ على ما نقول.

وقوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}،[الآية 30] فيوم الحساب تختبر كل نفسٍ بما قدمت وما عملت لهذا اليوم من الخيرات والشرور، ويردوا إلى خالقهم ولا يظلم عنده أحد مقدار ذرة.

والله ورسوله أعلم.

0