لماذا ذكرت قصة سيدنا موسى كثيرا في القران؟

حياك الله، إن الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فقد ورد عن أهل العلم في سبب كثرة ورود قصة نبي الله موسى عليه السلام في القرآن الكريم ثلاثة أسباب، وهي:

السبب الأول: أن كثرة ذكر قصة نبي الله موسى إعجاز علمي في القرآن الكريم، فقد صيغت في مواطن كثيرة بطرق عديدة وبسياقات مختلفة، وتلك السياقات وفي كل موضع وردت فيه كانت مناسبة للموضوع الذي يسبقها والذي يلحقها، ومناسبة لموضوع السورة التي ترد فيه، وقد صيغت في كل مرة بأسلوب مختلف تشد السامع والقارئ إليها، وهذا من بديع القرآن الكريم وعظمته.
السبب الثاني: أن قصة موسى عليه السلام وشريعته التي أنزل الله بها عليه تتناسب بشكل كبير مع رسالة وشريعة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، ولذلك يكثر ذكر نبي الله موسى في القرآن الكريم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد، ويكثر ذكره ليسلي الله بها نبيّه الكريم ويواسيه ويخفف عنها ما أتاه من أذى المشركين ويتصبر بما صبر به موسى عليه السلام.
السبب الثالث: تعد قصة موسى وفرعون قصة فاصلة بين طرفين نقيضين، بين طرفي الحق والباطل، فرعون ملك الباطل وفي غاية الكفر بالله، وموسى في غاية الإيمان وهو ملك الحق في زمانه، فكانت قصته مع فرعون عبرة لأولي الألباب والله أعلم.