0

هل من شروط الوضوء النية؟

عندما نقرأ عن أهل العلم في العبادات، فإننا نرى أنّهم اتفقوا على وضع عدة شروط لكل عبادة، وقالوا إن الشرط هو الأمر الذي لا تقبل العبادة ولا تصح بغير وجوده، وكان من بين الشروط المشتركة بين العبادات النية، وباعتبار الوضوء من العبادات فهل يشترط لصحته عقد النية، وهل النية من شروط الوضوء؟

10:36 14 سبتمبر 2024 2973مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
دعاء النابلسية
دعاء النابلسية
تم تدقيق الإجابة 12:22 27 أكتوبر 2024

إنّ الوضوء هو شرطٌ من شروط صحّة الصلاة، فلا صلاة بغير وضوءٍ وذلك ما نُقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ من شروط صحّة الوضوء النيّة، فلا يصحّ الوضوء بدون نيّة حسب المذهب الشّافعيّ والمالكيّ والحنبليّ والظّاهريّ، ويجب على المسلم أن يعقد نيّته عند الوضوء ليصحّ وضوءه فتصحّ به صلاته بإذن الله تعالى، وقد استدلّ أهل العلم على هذه المسألة الشّرعية من آيات الذّكر الحكيم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}. [المائدة: 6] ويقول أهل العلم أنّ هذه الآية الكريمة تشير إلى معنى النية، كذلك استدلوا بالحديث الشّريف الذي رواه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى”. [صحيح البخاري: 54] ومن ذلك نقول بأنّه على المسلم أن يعقد النية في قلبه عند الوضوء لتصحّ عبادته وتُقبل عند الله تعالى، والسّنة المتّبعة في النية عند أهل العلم هي أنّها تُعقد في القلب دون التلفظ بها، فلا يجوز للمسلم أن يتلفّظ بالنية في لسانه، ونيّته تكون في القلب بجميع العبادات، فلم يرد أن علّم الرسول صلّى الله عليه وسلّم أحدًا من عباده النية أو أمره بالتلفظ بها، أو أنّه صلّى الله عليه وسلّم تلفظ بها هو أو أصحابه رضوان الله عليهم، والله أعلم.

0