ما هو حكم تجميل الأسنان؟

ذكر أهل العلم أن الأصل في عمليات التجميل هي المنع والتحريم، وذلك لما ورد في كتاب الله العزيز الحكيم في قوله تعالى: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}، [سورة النساء: الآية 119] فتجميل الأسنان من المحرمات التي يقوم الشيطان عدو الله وعدو بني آدم بتسويلها للناس، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَلْعَنُ المتنمِّصاتِ والمتفلِّجاتِ والمُتَوَشِّماتِ، اللاتي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ عز وجل”، [صحيح النسائي: 5123] وتجميل الأسنان من تغيير خلق الله، وهذا الأمر للحالات الطبيعية والأسنان التي لا إشكال فيها، لكن يتم استثناء هذا الحكم الشرعي عند أهل العلم في حالاتٍ عديدة، والتي تقتضي الحاجة والضرورة لإباحة تجميل الأسنان، كمن كان له أسنان فوق أسنان  بظهر بسبب له إحراجًا وسوء في النطق والكلام، أو لمن تساقطت أسنانه أو تلفت تلفًا ضارًا فعنئذٍ يباح للمسلم تجميل أسنانه ولا حرج عليه، ويرجع أمر تجميل الأسنان للضابط الأساسي في التجميل ككل، ما كان يقصد به زيادة التجمل فحرام، وما كان يقصد به إصلاح عيب وضرر ومداواة مرض فلا حرج فيه ومباح والله أعلم.