اعط دليل من السنة على اهمية النية في الاعمال؟

إن من أعظم الأحاديث النبوية الشريفة التي تبيّن أهمية النية في العمل، هو ما ورد في الصحيحين عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّةِ ، ولِكُلِّ امرِئٍ ما نَوى ، فمَن كانَت هِجرتُهُ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، فَهِجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليهِ ، ومَن كانَت هجرتُهُ لدُنْيا يصيبُها ، أوِ امرأةٍ ينكِحُها ، فَهِجرتُهُ إلى ما هاجَرَ إليهِ”. [تخريج المنسد لشاكر: 95/1] وقد بيّن أهل العلم أن هذا الحديث هو قاعدة من قواعد الإسلام وأصلٌ من أصول الشريعة الإسلامية وقيل فيه أنه ثلث العلم، فالنية أصل كل عمل وأصل كل عبادة، ولا تصح العبادة من غير نية، فالنية من العمل بمثابة الروج من الجسد، وقد بدأ كثيرٌ من أهل العلم مصنفاتهم وكتبهم بهذا الحديث، فالنية هي القصد الباعث على العمل، وكل أعمال العباد ومقاصدهم تختلف باختلاف ما يكون في قلوبهم، وكل العبادات والأعمال الصالحة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقة لا تصح ولا تكون عبادة من غير نيتها، وقد جاء القرآن الكريم مؤكدًا على ضرورة النيات في القلوب، وقد قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. [سورة الأنعام الآية 162]