ما هي قصة نزول الوحي على سيدنا محمد مختصرة؟

اتّفق أهل العلم في السيرة النّبويّة أن ّالوحي قد نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في الأربعين من عمره، وقد كان جالسًا يتفكّر في مخلوقات الله تعالى في غار حراء، فنزل عليه جبريل عليه السلام ودخل عليه بهيئة رجل وقال له دون مقدماتٍ إقرأ فتعجّب رسول الله وبهت وقال له ما أنا بقارئ، فضمّه إليه ضمّةً شديدة كادت تختلف فيها أضلاعه، ثمّ تركه وقال له إقرأ، فقال له النبي ما أنا بقارئ، فضمّه مرّةً أخرى وأرسله، وقال له إقرأ للمرة الثالثة، فقال له رسول الله ما أنا بقارئ، فضمه جبريل إليه بشدة حتى خشي رسول الله على نفسه منها ثمّ أرسله وقال له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، [سورة العلق: 1-5] واختفى جبريل من بعدها دون أن يدري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أين أتى هذا الرجل وكيف اختفى ولماذا فعل معه ذلك، ونزل من غار حراء وأسرع إلى بيته وهو خائفُ مرتجف الفؤاد، فهدأته زوجته خديجة بنت خويلد وسمعت منه الخبر، فأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل والذي صدّقه وبشّره بأنّ هذا الرّجل ما هو إلّا الوحي الذي نزل على من سبقه من الأنبياء، فقد كان ورقة بن نوفل من النصرانيين في الجاهلية، فكانت هذه بداية الوحي والتمهيد لتبليغ الرسالة الإسلامية العظيمة.