ما هو حكم من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية؟

حياك الله، قد حرّم الله تعالى ورسوله ترك صلاة الجمعة والتخلّف عنها فلا يحلّ لمسلم تركها دون عذرٍ شرعيّ، فلقد أمر الله تعالى كلّ ذكرٍ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ مقيمٍ في مصرٍ من الأمصار بأداء صلاة الجمعة مع جماعة المسلمين، وهي فرض عينٍ عليه إذا توافرت فيه الشّروط السابقة، ولا يجوز تركها دون عذر، ولقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن ترَكَ الجمعةَ ثلاثًا – من غيرِ ضَرورةٍ – طبعَ اللَّهُ على قلبِهِ”. [صحيح النسائي: 1368] فالله تعالى يطبع على قلب من يترك صلاة الجمعة تهاونًا بها واستخفافًا بحقّها ومكانتها وأجرها ثلاث مرّاتٍ متتالية، ومعنى يطبع على قلبه أي يجعله قلب منافق، ويختم عليه ويغشاه ويمنعه من رحمته ولطفه سبحانه، ويجعله قلبًا جاهلًا عاصيًا تملؤه القسوة والجفاء، وهذا وعيدٌ عظيمٌ وعد به الله تعالى المقصّر في صلاة الجمعة إلّا من تاب إلى الله تعالى فإنّ باب التوبة مفتوحٌ والله تعالى يتوب على من استغفره بإخلاصٍ وصدق وعزم على عدم العودة لذنبه هذا، والله أعلم.